يتم استخدام أدلة الحمض النووي في العديد من المحاكم حول العالم لربط المشتبه بهم بمسرح الجريمة، وتبرئة المتهمين أو المدانين ظلما، وتحقيق العدالة للضحايا وأسرهم.
بالمقارنة مع الأدوات الأخرى التي تستخدمها وكالات إنفاذ القانون في مسرح الجريمة، فإن بيانات الحمض النووي أكثر موثوقية في التحقيقات الجنائية والقضايا المدنية وفي تحديد المجرمين بدقة وموضوعية.
ومع ذلك، فإن أدلة الحمض النووي المستخدمة عادة في قاعات المحكمة كانت أقل دقة بالنسبة لمجموعات معينة من الناس، وفقا لدراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة أوريغون.
وقد نشر البحث مؤخرا في المجلةعلوم“لقد وجدت أن اختبار الحمض النووي الشرعي يعطي نتائج أكثر دقة للأفراد ذوي التنوع الجيني الأقل، أي أولئك الذين ينتمون إلى مجموعة سكانية ذات مستوى عالٍ من الحمض النووي المشترك.
يوجد الحمض النووي في كل خلية تقريبًا في جسمنا، ونحن نترك الخلايا خلفنا أينما ذهبنا دون أن ندرك ذلك. تحتوي قشور الجلد وقطرات الدم والشعر واللعاب أحيانًا على الحمض النووي الذي يمكن استخدامه للتعرف علينا.
نتائج أقل دقة
“تختلف دقة تحليل خليط الحمض النووي الشرعي اعتمادًا على الخلفية الجينية للأفراد المصابين بهذا الاضطراب، وبدرجة أقل الخلفية الجينية للأفراد في المجموعة المرجعية المستخدمة في التحليل”، مؤلف الدراسة الرئيسي، الكلية الجامعية. وقال الباحث في ولاية أوريغون روري رولفس للجزيرة نت.
في حين يمكن لعلماء الطب الشرعي النظر في الاختلافات في العلامات الجينية داخل خليط من الحمض النووي لمقارنتها بالحمض النووي للمشتبه به، كشفت الدراسة، التي استكشفت القيود المفروضة على أداة الطب الشرعي المستخدمة في مسرح الجريمة، أن هذا النهج أقل دقة عند تطبيقه على الجرائم الصغيرة. المجموعات. التنوع الجيني، أي الأشخاص في مجموعة سكانية يتشاركون في الحمض النووي المتشابه جدًا.
ولم يحدد مؤلفو الدراسة مجموعات عرقية محددة قد تتأثر، لكنهم ذكروا ببساطة مبدأ عام. ومع ذلك، فإن المجموعات التي قد يكون لديها تنوع وراثي منخفض نسبيًا تشمل مجموعات السكان الأصليين أو اللاتينيين وسكان جزر المحيط الهادئ، على سبيل المثال.
بناءً على الدراسة، سيتم ربط الأشخاص في هذه المجموعات بشكل خاطئ بمسرح الجريمة إذا لم يأخذ المحققون في الاعتبار التناقض في الدقة، ثم تتم إدانتهم وإرسالهم إلى السجن بتهم باطلة لم يوجهوها. إيجابية من اختبارات الحمض النووي المختلط.
التحديات والتحذيرات
ولإثبات ذلك، اعتمد الباحثون على برامج أبحاث الطب الشرعي لمحاكاة تحليل الحمض النووي وتقييم دقته، واستخدموا قواعد البيانات الجينية المنشورة مسبقًا لإنشاء ملفات تعريف وراثية لأشخاص من خلفيات مختلفة.
البيانات بشكل رئيسي لتحليل تم إجراء هذه الدراسة في عام 2016، وجمعت بيانات من 250 دراسة شملت 500000 شخص، يمثلون 466 مجموعة سكانية في جميع أنحاء العالم.
تشير نتائجهم إلى زيادة احتمالية الحصول على نتائج “كاذبة” في مجموعات معينة، حيث يمكن ربط شخص بريء بشكل خاطئ بمسرح الجريمة، عندما يتضمن مزيج الحمض النووي أشخاصًا من مجموعات ذات تنوع جيني أقل.
تشير النتائج الإيجابية الكاذبة إلى الحالة التي يحدد فيها الاختبار أو الفحص نتيجة إيجابية بشكل خاطئ بينما تكون في الواقع غير ذلك (أي أن النتيجة الحقيقية سلبية). يمكن أن يحدث هذا النوع من النتائج في مجموعة متنوعة من المجالات، مثل الفحوصات الطبية والاختبارات العلمية واختبارات السلامة والأمن.
ويرجع هذا الانخفاض في الدقة أيضًا إلى التحديات الكبيرة المتمثلة في تحليل مخاليط الحمض النووي، والتي تحدث غالبًا في مسرح الجريمة حيث قد يكون العديد من الأفراد قد تركوا آثار الحمض النووي.
ويصبح تحليل الحمض النووي أقل دقة وأكثر صعوبة بالنسبة للباحثين مع زيادة عدد الأشخاص في عينة الحمض النووي. وفي 40% من الحالات التي شملت ثلاثة أشخاص، كان المعدل الإيجابي الكاذب حوالي 1 لكل 100.000 عينة.
وفقًا للمعهد الوطني للمعايير والتكنولوجيا بالولايات المتحدة، وهو مختبر معايير القياس في الولايات المتحدة، فإن تفسير خلائط الحمض النووي أكثر صعوبة من تفسير عينات الحمض النووي التي يتركها شخص واحد، ويصبح تفسيرها أكثر صعوبة مع زيادة عدد الأفراد. وتنخفض كمية الحمض النووي من كل فرد.
قناعة خاطئة
بالنسبة لرولفز، الذي قاد الدراسة، فإن النتائج ليست مفاجئة لأنها تتفق مع تحليلات مماثلة لتقنيات الطب الشرعي الجيني الأخرى. ومع ذلك، فإن هذه الدراسة تحدد هذه المشكلة في تحليل خليط الحمض النووي الشرعي.
على الرغم من أن الدراسة اعتمدت على بيانات محاكاة بالكمبيوتر ولم تحدد بشكل صريح مجموعات أنساب محددة، إلا أنها تثير مخاوف كبيرة بشأن احتمال التحيز والإدانات الخاطئة الناتجة عن هذه التقنيات، “لذلك من المهم جدًا استخدام تقنيات موثوقة للغاية في العدالة النظام”، يقول رولفس.
وشدد رولفس في حديثه للجزيرة نت على ضرورة توخي الحذر عند تفسير نتائج اختبارات الطب الشرعي لخليط معين من الحمض النووي، خاصة عند التعامل مع خلائط الحمض النووي التي تشمل أفرادا من مجموعات ذات تنوع جيني أقل.
ويؤكد الباحث أن قوة الأدلة تحتاج إلى تقييم من خلال موثوقيتها، إذ من الممكن أن تكون الإدانة الخاطئة قد صدرت بناءً على تحليل خاطئ لخليط الحمض النووي، أو سوء فهم أو تفسير خاطئ للأدلة.